وطني

وطني ذلك الحب الذي لا يتوقف، وذلك العطاء الذي لا ينضب.

وطني كالأم والأم يجب برها ويحرم عقوقها.

موطن الإنسان أمُّ فإذا ** عقّه الإنسان يوماً عقّ أمهّ

الوطن: هو السند بعد توفيق الله تعالى لمن لا ظهر له والتعاون يقوّي ذلك السند.

اجتماع السواعد يبني الوطن، واجتماع القلوب يقضي على الإحن.

إذا الحمل الثقيل توزعته ** أكفّ القوم خفّ على الرقاب

الوطن: نعمة من الله تعالى بها تستقر نفوس الساكنين، وتطمئن قلوب القاطنين، وتتحرك للنهوض به همة المواطنين.

وما يرفع الأوطان إلا رجالها ** وهل يترقّى الناس إلا بسلّم

التعاون من أجل النهوض بالوطن جيش غلاب، وعدّة عتيدة تنفع بإذن الله وتدفع كيد الأعداء ومكر الحساد.

بالتعاون على رفعة الوطن يهون كل عسير، ويتحقق كل مطلوب، وتحل المشكلات ويأمن الخائف، وينصر المظلوم، وتسترد الحقوق.

إذا ساد في المجتمع التعاون على ازدهار الوطن فإن كل عضو يسهم في بنائه على صروح الكرامة والعزة.

 حب الوطن مغروس في نفوس الناس، مركوز في فطرهم فكيف إذا كان الوطن بلاد الحرمين الشريفين، قبلة المسلمين، ومبعث سيد المرسلين ومكان تنزل القرآن الكريم،

وطننا هو الوطن الذي تهوي إليه نفوس المؤمنين، وتتوجه إليه قلوب الراكعين الساجدين، وتفد إليه الجموع مهللين ومكبرين وملبين حجاجاً أو معتمرين أو زائرين.

الحديث عن الوطن ومحبته يذكرنا بتوحيد وطننا الحبيب، والذي أعلن عن توحيده الملك القائد المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله رحمة واسعة وذلك في اليوم السابع عشر من شهر جمادى الأول عام 1351هـ 19/9/1932م وقد تضمن الإعلان تسمية وطننا المعطاء باسم: المملكة العربية السعودية، وقد مضى بحمد الله وتوفيقه على توحيد وطننا واستقراره وأمنه 91 سنة فلله الحمد والمنّة على نعمه الكثيرة التي ينعم بها المواطنون والمقيمون، وعلى رأس هذه النعم: نعمة الأمن والإيمان ووحدة الصف والأمان.

إن من أهم المنجزات وأعظم المكتسبات بعد توفيق الله: الأمن والأمان فالأمن من أكبر النعم وهو نعمة لا يقدّرها حق قدرها إلا من عاش الخوف، والوحدة والوئام هي الأخرى نعمة عظيمة فوحدة الصف غاية سامية، لها منزلتها العلية، ومكانتها الرفيعة في الإسلام، ولأجل الوحدة فرضت الفرائض وشرعت الأحكام يتضح ذلك في الصلاة والصيام والحج، فكم في هذه الفرائض من الاجتماع والائتلاف فما أجمل وما أحسن أن يحافظ المواطنون على أمنهم وعلى لحمة بنائهم ووحدة صفهم وأن يشمروا عن سواعدهم للرقي بوطنهم وبذل ما يستطيعون من أجل تقدمه ورقيه ورفعته وازدهاره.

قصارى منى أوطانكم أن ترى لكم ** يداً تبتني مجداً ورأســـــاً يفــــكر

فكونــــوا رجـــالاً عاملين أعــــزة ** وصونوا حمى أوطانكم وتبصّروا

وبعد: فإن فرحنا وابتهاجنا بالأمن الذي نعيشه لا ينبغي أن ينسينا ما كان يعيشه الوطن قبل توحيده، فقد كان الخوف يضرب أطنابه والتفرق والاختلاف هما السائدان في المجتمع، إلى أن قيّض الله الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وبارك في ذريته فمنذ عهده والناس في امن وأمان إلى عهدنا عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده والله نسأل أن يستمر الأمن والإيمان والرخاء والأمان في وطننا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وما ذلك على الله بعزيز.

 وختاماً فإن نعمة الأمن ووحدة الصف يجب أن يشكر الله عز وجل عليهما، فبالشكر والطاعة تدوم النعم وبكفران النعم والمعصية تزول، والله عز وجل يقول:﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾وما أحسن ما قيل:

إذا كنت في نعمة فارعهـــا ** فإن المعاصي تزبل النعم

وحطها بطاعة رب العبـاد ** فرب العبــاد سريـع النقم

رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الزلفي   عبدالرحمن بن محمد الحمد

ومسك الختام نقول: اللهم وفق خادم الحرمين وولي عهده إلى كل خير، اللهم احفظ بلادنا وولاة أمرنا وأدم علينا نعمة الأمن والإيمان ووحدة الصف والاطمئنان وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

تقديم تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.