فقدنا أخانا أبا معاذ الوفي المخلص

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلي الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
الأستاذ العزيز والصديق الصدوق الأمين الأستاذ: فهد بن سعود العامر أبا معاذ غفر الله له وأسكنه فسيح جناته ولا نقول إلا: ” إنا لله وإنا إليه راجعون “، وهذه هي سنة الله جل وعلا في عباده.
لقد ‏رافقت الأستاذ: فهد العامر في إدارة الشؤون المالية والإدارية منذ(2/ 11/ 1428هـ) وحتى وفاته رحمه الله وكنت مديره المباشر لقد كان أمينا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى فقد كان إضافة إلى كونه مديرا لشؤون الموظفين كان أمين الصندوق، والجمعية في محافظة الزلفي تصرف في بعض الأشهر ما يربوا على المليون ريال، ومع ذلك كان آمينا وكان دقيقا في كل حساباته ، ‏لقد كنت أراجع من بعده ومع ذلك لا أكاد أجد ملحظاً عليه كان واضحا ودقيقا بل لا يعتمد على نفسه فيعطي المعاملات والأمور الحسابية لزملائه ثم يقوم بمراجعتها والتأكد من صحة تلك البيانات وأحيانا يعيد الأوراق بعد مراجعتها للتأكد منها مرة أخرى،.
لقد كان رحمه الله بشوشًا في تعامله مع زائري الجمعية فهو المستقبل للتبرعات في كثير من الأحيان ومع اختلاف الأشخاص ما بين معلم يستلم راتبه أو يأتي ببيانات حسابه أو ضيف زائر أو متبرع أو سائل أو نحو ذلك إلا أنه كان محبوبًا لدى الجميع نظرًا لبشاشته وسماحته ودماثة أخلاقه.
نعم لقد افتقدت الجمعية قامة من قاماتها ورجلاً من رجالها المخلصين الصادقين، الذي بذل نفسه وبذل جهده وبذل وقته ‏للجمعية، فلقد كنت أتعامل معه حتى خارج وقت الدوام بل حتى في الإجازات لا يمل ولا يكل؛ بل ويعمل ويجتهد وهذا ديدنه والذي عهدته منه، ولقد كان محبوبًا لدى كل من يأتي إلى هذه الجمعية.
وإن كان ما يُسر في هذه الكلمة؛ فهو أنه كان يعين الملهوف، فقد كان يعطي العمال في الجمعية والسائقين من جيبه الخاص سلفة إلى أن يتيسر لهم سدادها ‏نسأل الله سبحانه وتعالى أن يكتب له الأجر والمثوبة .
ومن نظر في وجوه العمال والسائقين حين السلام عليه بعد تغسيله رحمه الله يرى ذلك جليًا في وجوههم، وكذلك فمنذ أن عملت معه فهو لم يستنفذ إجازاته السنوية أبدًا.
لقد كان مصدرًا ماليا لكثير من الجمعيات فهم يتصلون به ويتواصلون معه على الواتس ويستفسرون منه إذ أنه في هذا المجال منذ ما يزيد على (20 عامًا ) ، ‏فقد اكتسب خبرة وافية بعمله وبنظام الوزارة ، فيستفيد منه القريب والبعيد بل كان يأخذ إجازة ثم يسافر إلى جمعيات التحفيظ في هذه البلاد بدعوة منهم من أجل أن يستفيدوا من خبراته وما يعرفه عن العمل المالي ولقد كان يرسل لهم كل ما يحتاجونه من الأوراق التي تعتبر في جمعيتنا المباركة ليست حكرًا عليها فهي كما قال رئيس الجمعية الشيخ عبد الرحمن الحمد وفقه الله وحفظه هي لكل الجمعيات مجانًا.
رحمك الله أبا معاذ ‏فلقد فقدناك في هذه الجمعية وإن كنت لا تزال موجودًا في قلوبنا.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياك وكل من يقرأ هذا الكلام وسائر إخواننا المسلمين في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
والله تعالى أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

عبد الرحمن بن عبد العزيز النصار

مدير الشؤون المالية والإدارية

 

تقديم تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.