كان خلقة القرآن (اليوم الخامس)

الحمد لله رب الأرباب، ومسبب الأسباب، وخالق خلقه من تراب، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعباد، وعلى من تبعه بإحسان إلى يوم المعاد، أما بعد:

إن حسن الخلق يقوم على الصبر وكف الأذى والحلم والرفق، ويقوم على العفة اجتناب الرذائل. لقد دخل حاتم الطائي العربي المشهور بالكرم والمروءة قبل الإسلام، دخل امتحان الشهوة الجامحة التي يَعرض لها ما يُشبعُها، والطبيعةِ الضارية التي تتهيأ لها الفريسة، والمعدَم اللهفان الذي يتراءى له الغنى دانياً مواتياً ثم بعد ذلك تعتصم الشهوة بالخلق الحسن، وتتمسكُ الضراوة بالحياء ويتعالى المعدنُ على الدنية.

رُبّ بيضاءَ فرعُها يتثنـى*** قد دعتني لنفسهـا فَـأَبَيْتُ
لم يكنْ بي تَحَرُّجٌ غيرَ أني*** كنت جاراً لبعلها فـاستَحَيْتُ
فانظر إلى هذا الرجل الذي استحيا من جاره، وهكذا كانوا قبل الإسلام، كما قال عنترة:

وأَغُضُّ طرفي إن بدت لي جارتي … حتى يُوَارِي جارتي مأواها

لقد كان هذا في أناس لم يُسلموا لله، ولم يدينوا بدين الحق، أليس من الأحرى بالمسلمين الذين عَرفوا حُسنَ الخلق وفضلَه أن يتحلوا بالأخلاق الحسنة مع الخَلْق، فيسلمَ الناسُ من أذاهم ويُنقّوا أنفسهم من الأخلاق الرديئة كالجهل والظلم والشهوة والغضب؟

اللهم أصلح فساد قلوبنا، وقنا شح أنفسنا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

 

[notify_box font_size=”13px” style=”yellow”]عفوا… انتهى وقت تقديم إجابات اليوم الخامس[/notify_box]

تقديم تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.